الأربعاء، 29 ذو الحجة 1446هـ| 2025/06/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارةُ الخيانة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

زيارةُ الخيانة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

ترامب يحتضن باكستان: "علاقة تكتيكية" أم "دائرة مقربة" جديدة؟

 

يستضيفُ ترامب قائد الجيش الباكستاني عاصم منير في غداء غير مسبوق في البيت الأبيض، في الوقت الذي تُحسّن فيه الولايات المتحدة وباكستان علاقاتهما. (الجزيرة كوم)

 

التعليق:

 

في وقت تنزف فيه البلاد الإسلامية - من غزّة إلى كشمير، إلى شوارع طهران - فإن زيارة الجنرال عاصم منير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست مجرد زيارة عابرة، بل هي خيانة بالغة الأهمية. الاجتماع، الذي عُقد في البيت الأبيض، والذي صاغه ترامب كتعبير عن الامتنان لدور منير في تهدئة الحرب الوشيكة مع الهند، أشادت به قطاعات من المؤسسة الباكستانية بوصفه خطوة دبلوماسية استراتيجية. في الحقيقة، يمثّل هذا الاجتماع فصلاً آخر في الإرث المهين للنخبة العسكرية الباكستانية التي تنحني أمام القوى الغربية - حتى في الوقت الذي تتسلّح فيه هذه القوى نفسها وتدافع عن كيان يهود في أحدث موجة من العدوان الوحشي في جميع أنحاء الشرق الأوسط. يأتي ترحيب ترامب بمنير في أعقاب ضربات يهود المدعومة من الولايات المتحدة داخل إيران، والتي أسفرت عن مقتل المئات. ومع ذلك، بدلاً من تحدي تواطؤ الولايات المتحدة في سفك الدماء هذا، مدّ منير يده إلى ترامب نفسه الذي يمول ويُسلّح كيان يهود، ويُصرّح بشن غارات بطائرات بدون طيار في أنحاء البلاد الإسلامية، والذي وصف باكستان ذات مرة بأنها دولة أكاذيب وخداع! يكشف وجود الجنرال في واشنطن عن مدى تواطؤ القيادة الباكستانية في نظام عالمي للهيمنة الاستعمارية.

 

تعكس هذه الزيارة عقوداً من السياسة التي أعطى فيها القادة العسكريون الباكستانيون الأولوية للحفاظ على ودّ واشنطن على حساب الوقوف إلى جانب الأمة. وقد أوضح ترامب نفسه أن إدارته تُقدّر باكستان في المقام الأول لنفوذها الاستراتيجي ضدّ إيران ولمساعدتها في احتواء الصّراع مع الهند - وهي مصالح تخدم الهيمنة الأمريكية، وليس الأمة الإسلامية.

 

وما يجعل هذه الخيانة أكثر إيلاماً هو الانفصال بين التضحيات والحبّ العميق للإسلام لدى الشعب الباكستاني وبين أفعال قيادته. هناك خيانة سافرة وتجاهل صارخ لواجب الخضوع لأوامر الله، ومعاملة أعداء الأمة كأعداء، والدفاع عن أراضي المسلمين، والانتقام لشهدائهم. هذا الواجب، في هذه الحالة، قد تمّ التخلي عنه بلا خجل.

 

إلى المسلمين في باكستان وإلى امتدادهم في مجتمعنا: نذكّركم بأنّ القيادة الحقّة لا تركع أمام أعداء الإسلام، ولا تصمت بينما تحترق فلسطين وكشمير، والآن إيران تنزف. إنّ الطّريق إلى الأمام يكمن في قطيعة سياسية وأيديولوجية كاملة مع الإملاءات الأمريكية. فقط من خلال إقامة الخلافة على منهاج النبوة يمكن تسخير القوة العسكرية الباكستانية لتحرير الأراضي المحتلة، وحماية المقدسات، وإعادة العدل إلى الأمة. إلى ذلك الحين، ستبقى كل مصافحة مع مجرم حرب مثل ترامب تذكيراً مؤلماً بمدى انحراف القيادة الباكستانية عن التزاماتها الإسلامية.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هيثم بن ثبيت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع