- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
على نفسها جنت براقش!
الخبر:
الحرب بين إيران وكيان يهود
التعليق:
من النادر أن تحدث حرب بين دولتين متباعدتين لا حدود بينهما، ومع التكنولوجيا الحديثة اندلعت الحرب بين إيران وكيان يهود، عبر الصواريخ والطائرات، وقد أحدثت هذه الحرب دمارا خاصة في إيران بعد مساندة الغرب لكيان يهود ودخول الولايات المتحدة في الحرب إلى جانبه بالطائرات وقصف المنشآت النووية الإيرانية. وهنا لا بد من وقفة نستذكر فيها خيانة أو خذلان إيران للمجاهدين في غزة.
إيران التي أقامت نظامها بعد ثورة الخميني على أنقاض حكم الشاه وقد رسخت قتال كيان يهود ومواجهته وجعلت من شعاراتها "الموت لإسرائيل" والعمل على إزالتها، واستغلت الصراع بين المسلمين وبين يهود فأنشأت ودعمت المقاومة ضد كيان يهود، وآخر الاتفاقات أو العهود التي تم التوافق عليها بين إيران وأتباعها من المقاومين سواء حركة الجهاد أو حركة حماس أو حزب إيران وغيرها وتوصلوا إلى عهد بينهم بعنوان "وحدة الساحات"، وحين دخلت حماس في مواجهة الكيان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وإذلاله وأسر العشرات وقتل المئات من علوجه كان المفروض على إيران وأتباعها أن ينفذوا عهد وحدة الساحات الذي بينهم، بمعنى إذا خاض أحدهم حربا مع كيان يهود فإن الجميع سيقفون إلى جانبه، إلا أنهم خذلوا غزة، ولو أنهم نصروها لكان بإمكانها أن تزيل كيان يهود، فلو أطلقت الصواريخ التي تقصفها اليوم، وأمرت حزبها وأنصارها في اليمن والعراق بقصف كيان يهود واجتياحه من جهة لبنان شمال فلسطين لالتقوا مع المجاهدين في تل أبيب ولقضي على الكيان، ولكن إيران ألجمت حزبها في لبنان ومنعته من أن يتدخل، وابتدعت فكرة المساندة لغزة، كل ذلك إرضاء لأمريكا حتى لا تسخط عليها، فامتنعت عن مساعدة ومساندة أهل غزة وخذلتها وخذلت أهلها؛ فماذا كانت النتيجة؟! استفرد كيان يهود بحزب إيران وفتك به، ثم اغتال العشرات من قادة إيران وختم ذلك بضرب إيران نفسها وإذلالها وقتل العشرات من قادتها وتدمير العشرات من مؤسساتها بما فيها مخازن الصواريخ ومراكز تصنيعها والمنشآت النووية، فكان هذا جزاء ما فعلته بنفسها، وقديما قيل "على نفسها جنت براقش"!
لقد سعت إيران في مسايرة الغرب ومداهنتهم حتى يرضوا عنها، فكانت النتيجة أن خسرت، بداية، الله ورسوله والمؤمنين، خاصة حين واجهت المسلمين بقسوة في العراق وفي الشام وقتلت مئات الآلاف وهجرت الملايين من المسلمين ومنعت انتصار الثورة وساندت طاغية الشام، ثم وقعت في شر أعمالها، فلم يكن النصر ليأتي على أيديها ولم تحظ بتحقيق وعد الله، وكانت النتيجة أن ذاقت وبال أمرها قتلاً ودماراً وخسارة مجهود عشرات السنين، وما الرد الضعيف على قصف أمريكا إلا حفظا لبعض ماء الوجه ولوهم السذج من أتباعها أنها قامت بما عليها!
في هذا الصدد لسنا في معرض التشفي بل للتذكير أن من يقوم بمسايرة الأعداء ومداهنتهم سيخسر الله ورسوله والمؤمنين ويخسر قوته، وبالتالي فقد خسر الدنيا والآخرة، ومن يكن مع الله فسيعزه الله وينصره في الدنيا والآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان