- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
بين سيناريو انسحاب القوات السورية من السويداء
وسيناريو أعوام ٤٨ و٥٦ و٦٧ في فلسطين
الخبر:
ذكر شهود محليون من أبناء البدو في السويداء، أن مجموعات مسلحة ارتكبت انتهاكات بينها عمليات قتل وتهجير ضد المدنيين من أبناء تلك العشائر في عدد من قرى المحافظة.
يأتي ذلك بعد ساعات من انسحاب قوات وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية، تخللتها انتهاكات وثقت شبكة الراصد الناشطة في محافظة السويداء، عدداً منها، بينها حالات اقتحام منازل وإطلاق نار ومقتل مدنيين. (عنب بلدي)
التعليق:
السيناريو نفسه تستعيده الذاكرة، حينما تقدمت الجيوش العربية لنصرة أهل فلسطين الذين كانوا يقاومون عصابات الهجانا والأرجون الصهيونية، وكانوا يذيقونها هزائم متتالية حتى ألجأتها إلى منطقة الساحل. جاءت هذه الجيوش والهدف المعلن نصرة أهلنا في فلسطين، واجتمع قادتها مع قادة الثوار وكان مطلبها أن يقوم الثوار بتسليم سلاحهم والانسحاب من ساحة المعركة وترك المهمة لها، وقد دخلت القرى وطلبت من ساكنيها مغادرة بيوتهم لأن هناك معركة طاحنة ستدور رحاها في هذه القرى والأودية والسهول حفاظاً على أرواحهم ودمائهم، فاستجاب الثوار والأهالي وبدأوا هجرة كبيرة وإخلاء مناطق سكناهم وقراهم وأراضيهم ومزارعهم وبقي القليل الذين رفضوا ترك ديارهم وأراضيهم.
إلا أن المفاجأة كانت حين بدأت المناوشات بينها وبين العصابات الصهيونية حيث انسحبت هذه الجيوش تاركة القرى والمزارع والأهالي بلا سلاح ولا حامي يحميهم! فأعمل الصهاينة ذبحاً وحرقاً وتدميراً لكل شيء.
إن ما تمت مشاهدته هو صورة مصغرة للسيناريو نفسه الذي حصل في الأعوام ٤٨ و٥٦ و٦٧... شيء مدروس ومُعدّ له إعدادا تاما ومحسوبة نتائجه، فالقوات العسكرية والأمنية السورية تقدمت في السويداء وواصلت تقدمها، وما إن بدأ وطيس المعركة يشتد حتى صدرت أوامر عليا بانسحاب القوات العسكرية والأمنية من السويداء، وتُركت هذه القوات تحت (رحمة) الدروز يمعنون القتل فيها وفي المدنيين من أبناء العشائر؛ إعدامات ميدانية للنساء والرجال والأطفال وبلا رحمة لا لكبير ولا لصغير، ولا لامرأة ولا لطفل رضيع ولا لشيخ كبير، وموثقة بالفيديوهات والتصوير الحي والمباشر.
فكيف التقت إرادة تلك القوات أعوام ٤٨ و٥٦ و٦٧ وإرادة القيادات العسكرية والسياسية عام ٢٠٢٥ في السويداء والعدو واحد وطريقته لم تتغير ونهجه ثابت أن لا يبقي ولا يذر، لا يرقب في المسلمين إلّاً ولا ذمةً؟
ألا لعنة الله على الخونة العملاء الذين يبيعون بدينهم ودماء الأمة عَرَضاً زائلا من الدنيا.
﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو سبيتان