- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
كورونا... وعداد الوفيات
الخبر:
تطالعنا وسائل الإعلام كل ساعة بأعداد المصابين بوباء كورونا وأعداد الوفيات في كل بلاد العالم.
التعليق:
منذ سنوات تذكر وسائل الإعلام العالمية كل ساعةٍ أعداد الجرحى والقتلى المتصاعدة يومياً في بلاد المسلمين، على يد عملاء الغرب، الحكام في بلاد المسلمين، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع!
ارتُكبت كافة أنواع الجرائم، المثبتة بالصوت والصورة، إذ كانت المؤامرة عالمية على شعوب بعض بلاد المسلمين التي أرادت التحرر من التبعية السياسية الغربية، ومن طغاة حكموهم بالحديد والنار، وسلبوهم إرادتهم وأذلوهم وأفقروهم.
وحين انتفضوا في وجههم هم ومن وراءهم، تكالب عليهم العالم، وارتكبت بحقهم المجازر اليومية، فمن لا يذكر أعداد المصابين والشهداء في سوريا وكذلك النازحين والمهجرين، من حلب إلى حمص إلى درعا إلى حماة إلى الغوطة إلى إدلب؟
بل لقد سكت العالم عما يحدث للمسلمين، سواء في العراق أو الشام أو اليمن أو ليبيا أو بورما أو تركستان الشرقية...
فارتفعت دعوات المظلومين، التي ليس بينها وبين الله سبحانه حجاب، وفتحت لها أبواب السماء.
وفجأةً، وفي غمرة هذا الظلم، والليل الحالك، تأتي جائحة كورونا، كمهاجم شرس خفي، يغزو العالم منطلقاً من الصين وفاتكاً بإيران وإيطاليا، بل أوروبا وأمريكا، مرعباً العالم...
ليبدأ عداد المصابين والموتى في معظم بلاد العالم، في مشهد غريب عجيب جعل العالم كله يجثو على ركبتيه عجزاً وفشلاً في الأنظمة الصحية، في دولٍ تتعالى على الأمم بما تسميه تقدماً!
ربما هي إشارةٌ من القوي العزيز، لكل من سكت، بل وتآمر على المسلمين؛ أن ذوقوا الرعب والموت والمرض وخسارة الأموال والمصالح...
ولعلها إشارةٌ أيضاً للمسلمين المستضعفين أن كونوا مع الله المنتقم الجبار القهار، واثبتوا في مواجهة الطغاة، والغرب الرأسمالي المجرم، والله معكم والنصر حليفكم، فالله وعد، ووعده حق؛ أن الإسلام سيعلو ولا يعلى عليه. هو وعد الله سبحانه للذين آمنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف في الأرض، وبشرى الرسول r بخلافةٍ على منهاج النبوة.
فكونوا واثقين بوعد الله، ومن العاملين والمؤيدين لنصرة دينه. والله غالب على أمره.
قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفاً﴾، وقال سبحانه: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
#كورونا
#Corona
#Covid19