- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
فشل النظام المصري وضعفه لا يحتاج إلى كورونا لتظهره
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت 2020/4/2م، ما كشف عنه موقع ستراتفور الأمريكي عن أن النمو الاقتصادي في مصر شهد تباطؤا في الربع الأول من 2020، مقارنة بالنمو الإيجابي الذي حققه خلال العام المنصرم مما يشكل عبئا سياسيا على الرئيس عبد الفتاح السيسي في حال استمراره، وأشار الموقع إلى أن جائحة كورونا تهدد بزيادة معدل البطالة بعد التراجع الذي شهده خلال الأشهر الأخيرة، كما أشار إلى تباطؤ نمو الأجور في ظل التضخم الذي تشهده البلاد التي يعيش ثلث سكانها في فقر مدقع وفقا لإحصائيات أصدرتها وكالة الإحصاء بالقاهرة في آب/أغسطس 2019، وخلص ستراتفور إلى أن تلك العوامل الخارجية وتأثيرها على قطاع السياحة والصادرات، مع إقدام الحكومة على إجراءات تقشف جديدة، من شأنها إضعاف قبضة السيسي على السلطة وحمل الشعب الذي يعاني من مشاعر الإحباط والضغوط الاقتصادية على الخروج للتعبير عن معارضته.
التعليق:
وكأن أزمة كورونا أتت لتتحمل أوزار النظام مبررا فشله في التعاطي مع مشكلات مصر وأزماتها وكأنه ليس سببا مباشرا لها وعاملا لبقائها! حتى في تعاطيه مع وباء كورونا أثبت فشله، فالأزمة في حقيقتها هي في النظام الرأسمالي الحاكم وسياساته التي لا تعود بالنفع على مصر وأهلها، بل المنتفع منها ومن ديمومة تطبيقها هم الحكام والنخب، وقطعا من خلفهم من السادة في الغرب، فهم الناهب الأكبر لثروات مصر وخيراتها من خلال السياسات والقوانين والمعاهدات التي يقرها حكام مصر العملاء، وخضوعهم التام لقرارات الغرب وإملاءاته، فما الذي يحدث في مصر حقا؟ وهل كانت أزمة كورونا سببا في فشل النظام وتدهور اقتصاد مصر؟ ما الذي فعلته أزمة كورونا فعلا؟ وهل يمكن لها أن تكون سببا في الإطاحة بنظام السيسي؟ وما الذي تحتاجه مصر وكيف ينهض اقتصادها وكيف تتصدى لأزمة كورونا وغيرها؟ وأين المخلصون من كل هذا؟ لعلنا نحاول معكم أن نجيب.
مصر لم تشهد نموا اقتصاديا حقيقيا في ظل حكم السيسي ولا قبله منذ حكمتها الرأسمالية، لعقود خلت زاد فيها حجم التضخم بشكل متسارع، وخاصة في السنوات العشر الأخيرة ومؤشرات انخفاض التضخم والنمو الاقتصادي كلها وهمية لا تعبر عن واقع مصر الذي نعيشه بل يثبت كذبها كمّ القروض التي يسعى النظام لنيلها مع تدني مستوى الخدمات الظاهر لكل ذي عينين، فتباطؤ النمو ليس حادثا سببته أزمة كورونا ولكنه واقع قائم حتى لو لم تكن، بل ربما وجد فيها النظام مبررا لفشله الظاهر يكتسب به بعض الوقت، بل كل ما فعلته أزمة كورونا هو أنها فضحت الأنظمة الرأسمالية في العالم كله وليس في مصر فحسب، فضحتها في عقر دارها في أوروبا وأمريكا وبينت فسادها وفشلها في التعامل معها كأزمة، بين من يطالب بالتعايش معها، ومن يقرر سياسة مناعة القطيع، ومن يقرر الحجر دون رعاية حقيقية للناس في بيوتهم يكفيهم ويكفلهم حتى لا يخرجوا من بيوتهم طلبا للرزق والقوت، فضحتهم أزمة كورونا وبينت أن نظام التأمين لا يصل للناس ولا يؤمن لهم الرعاية الصحية التي يحتاجونها حقا، رغم ما يقتطع من رواتبهم من أموال طائلة لصالح الشركات الرأسمالية، فضحتهم وبينت تهاوي بنيتهم الصحية وعدم قدرتها على مواجهة أي نائبة، حقا لقد فُضحت نفعيتهم الرأسمالية وجشعها ليس في مصر فقط بل في العالم كله.
إن جائحة كورونا قد لا تطيح بالسيسي فقط، بل ربما تطيح بأنظمة دول كبرى وربما تطيح بالرأسمالية نفسها، ولعل هذا ما أشار إليه هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بقوله "فيروس كورونا سيغير النظام العالمي للأبد"، ورغم أنه يقول هذا محذرا قادة الغرب لإدراك الرأسمالية بحفنة من الترقيعات تبقي عليها بعض الوقت، إلا أن جائحة كورونا حقيقة ستشغل الغرب بنفسه ولو لأجل وهذا قد يخفف قبضتهم الداعمة لعملائهم من حكام بلادنا وعلى رأسهم السيسي، ما يؤدي لمزيد من تخبطهم السياسي الذي يزيد احتقان الناس منهم، والشارع في مصر لا يحتاج لما يثيره، وما يقعده عن الخروج مطيحا بالنظام ورأسه هو الخوف من يده الباطشة التي تطيح بالرؤوس، إلا أن الرؤوس الآن أصبحت تحت مقصلة الجوع والفقر وفوقهما الكورونا التي لن تستطيع آلة قمع النظام اعتقالها ولا حتى التصدي لها، وفي النهاية سيجد الناس أنفسهم مجبرين على الخروج للإطاحة بهذا النظام الذي يذيقهم كل ألوان القتل وآخرها إهمال علاجهم ورعايتهم وكفالتهم أمام وباء كورونا، وتركهم يواجهون المصير وحدهم، ومن يصرح منهم بحقيقة الأمر فهو متهم بنشر أخبار كاذبة والعقوبة جاهزة!
إن مصر بحاجة إلى نظام بديل ينهض بها وبأهلها نهضة حقيقية تنمو باقتصادها بعيدا عن الارتباط بالغرب وقروضه ومساعداته، نظام يعيد توزيع الملكيات ويمكن الناس من الملكية العامة ويمنع الأفراد من تملكها ويضعها تحت تصرف الدولة لتقوم هي بإنتاج الثروة منها وتوزيعها على جميع رعاياها وتنفق منها على مصالح الناس وتكفيهم وتكفلهم وتضمن لهم الأمن والتعليم والرعاية الصحية على أعلى مستوى ممكن، وهذا لن تحققه إلا دولة الإسلام التي تطبق أحكامه، فتوفر العلاج والدواء مجانا، بل ويدفع لمن يحتاج فترة نقاهة في البيت ما يكفيه في هذه الفترة، ذكر هذا عن المستشفيات في قرطبة، فكيف بنا لو كانت راشدة على منهاج النبوة كالتي ندعوكم لها ونحمل لكم مشروعها في حزب التحرير جاهزا للتطبيق فورا، إن هذا هو عين ما تحتاجه مصر والأمة الآن، ولا صلاح بغيره مهما دار الناس أو جربوا من حلول.
وهنا يتجلى دور المخلصين من أبناء الأمة في جيش الكنانة الطامحين لخير مصر وأهلها، الراغبين في النهوض بها، وكفيل بأن يعبر بها جميع أزماتها ويعالج كل مشكلاتها، فانصروا دينكم وأمتكم، فمن لها غيركم ومن ينصر الإسلام سواكم؟! يا أحفاد قطز وصلاح الدين كونوا أنصار الله اليوم فمن يرفع راية رسول الله إن لم ترفعوها أنتم؟ خذوها بحقها وارفعوا شأنها وأقيموا دولتها التي ترعاكم وترضي ربكم عنكم، خلافة راشدة على منهاج النبوة، اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعلنا من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
#كورونا | #Covid19 | #Korona