- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
عقلية التعامل مع كورونا هي أكثر داءً من فيروس كورونا نفسه
الخبر:
بي بي سي - لقاح فيروس كورونا: أربع شركات أدوية عالمية في المرحلة الثالثة والأخيرة لإنتاج لقاح تجريبي بعد ثمانية أشهر فقط من بدء التجارب.
التعليق:
يستمر الكذب والتضليل فيما يتعلق بكورونا على جميع الأصعدة والمستويات، والحقيقة أن عقلية التعامل مع كورونا هي أكثر داء من فيروس كورونا نفسه.
لا يكاد يخلو شهر منذ بدء الأزمة إلا خرج مسؤول في بلد ما أو شركة من مافيات الأدوية تدعي الوصول لعلاج أو لقاح لفيروس كورونا هذا، وكان آخرها اللقاح المُعَدّ في روسيا والتي بدأت بتصديره للعديد من البلدان رغم تفاقم وتزايد في عدد الإصابات والوفيات في روسيا نفسها! وقبل روسيا كان اللقاح الذي تعاقدت عليه أمريكا واحتكرته لنفسها، وقبل ذلك الشركة الألمانية التي أعلنت قبل أشهر عن توصلها لعلاج للفيروس وغيرها الكثير...
والآن هذا الخبر الجديد أعلاه متعلق بمحاولة في مراحلها الأخيرة للوصول لحل مع كورونا، ولا أظن محاولتهم هذه إلا كسابقاتها من المحاولات والأخبار الكاذبة التي ليس وراءها إلا رأسماليون جشعون يقتاتون على دماء وأمراض الناس.
إن موضوع الفيروس وما نتج عنه والأحداث المتعلقة به موضوع واسع ومتعدد الأبعاد، ولكن السؤال الذي قد يكون ثلثي الحل هو: هل العقلية في التعامل مع المشاكل في العالم ومنها كورونا تغيرت؟
هذا السؤال قد يكون لبّ الموضوع وقد يكون حلا لأكبر المشاكل والأزمات والألغاز العديدة والمتنوعة التي قد ألمّت بشعوب الأرض ودوله وعلى رأسها كورونا نفسه.
نعم إن وجود المشاكل والأزمات والجوائح وارد في كل عصر وفي كل الدول والقارات، ولكن العقلية التي يتم بها الحل أو التعاطي مع هذه الأزمات والمشاكل والجوائح هي الأساس وهي مربط الفرس ومفتاح الحلول للتصدي ومواجهة كل ما يتعرض له المجتمع وعلى كل الأصعدة والمجالات، هذا إذا كانت العقلية صحيحة والعكس صحيح.
ولذا فليست كمية الثروات التي تملكها الشعوب ولا التقدم التكنولوجي هو الأساس وإنما العقلية التي تدار بها الأزمة، وليس الموضوع موضوع إدارة بحتة وإنما الموضوع موضوع فكر ومفاهيم الإدارة نفسها.
فالمجتمع القائم على النفعية في حال السلم هو مجتمع غير مؤهل لينعتق عن هذه العقلية النفعية حال الحرب والأزمات والجوائح.
ولذا ستقوم الحكومات التي اعتادت على الكذب على الشعوب من أجل منافعها السياسية بالإمعان بالكذب أكثر وقت الأزمات والحروب. وستقوم الشركات الرأسمالية بتقديم وصفات وحلول بناء على منفعتها هي وليس حاجة المجتمع وليس لحل مشكلته وإنما فقط للربح والاستنفاع.
وستقوم الدول الغربية بسرقة الكمامات من بعضها كما حدث في بعض دول أوروبا، وما قامت به أمريكا من حرمان العالم من لقاح قد يحمي من كورونا، وستقوم الدول الأوروبية بالتفكك لأنها لم تقدم يد العون لبعضها في وقت الأزمة بسبب المصالح والمنافع...
نعم إن المشكلة هي مشكلة عقلية أي فكر ومفاهيم، أي أنها مشكلة مبدأ. فالمبدأ الرأسمالي الذي يسيطر على تفكير وعقول الحكومات الغربية وشركاتها الكبرى وشعوبها مبني على المنفعة والمصلحة. ولذا فإن أهم أسلحتها ستكون الكذب والخداع والتضليل والانتهازية... وهذا كله لا يعطي حلولا ولا معالجات حقيقية. فالرأسمالية وعقيدتها العلمانية هي الداء الأعظم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح