باريس، فرنسا (CNN)-- قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأحد، إن الأزمة السورية لا يمكن حلها عن طريق الخيار العسكري، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الفرنسية باريس على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا.

وقال كيري: "اجتماعنا هنا في مؤتمر أصدقاء سوريا، يعترف بأن لا يمكن لأي طرف من أطراف النزاع بسوريا شق طريقه نحو النصر عن طريق القتال".

وأشار كيري: "لا يوجد بديل آخر عن الحوار في سبيل إنقاذ هذه الأمة".

وفيما يتعلق بتوقعاته حول نتائج مؤتمر جنيف الثاني، قال كيري إنه ليس لديه أية توقعات، إلا أن على المشاركين في المؤتمر الدخول بهدف إيجاد حل سياسي في البلاد.

=================

لا زالت أمريكا ترسل لثورة الشام رسائلها المفخخة بالتهديدات الصريحة تارة والمبطنة تارة أخرى، وما تصريحات كيري هذه إلا حلقة أخرى من حلقات تهديداتها.
فما يقوله كيري ويعبر فيه عن الموقف الأمريكي الحقيقي، هو أن أمريكا ستستمر بالدعم العسكري غير المحدود للنظام السوري لضمان عدم هزيمته أو القضاء عليه وتحطيم أركان حكمه عسكريا، مما قد يخلق فراغا سياسيا وانعتاقا حقيقيا من هيمنة الغرب الكافر، قد يؤدي لوصول الإسلام إلى الحكم وملء ذلك الفراغ، مما يؤرق ليس دوائر السياسة الأمريكية فحسب، بل دوائر الحكم والقرار السياسي والعسكري لكافة الدول الاستعمارية، لذلك كان الدعم الأمريكي موزعا في كافة الميادين السياسية والإعلامية والمؤسساتية والاستخباراتية والعسكرية بدهاء وخبث تآمري قل نظيره، وبالطبع فالدعم الأمريكي العسكري لم يكن مباشرا، بل من خلال السماح لروسيا بمساندة النظام بالسلاح والعتاد، وكذلك إعطاء الضوء الأخضر لإيران وحزبها في لبنان وكلابها في العراق للمساندة العسكرية الفعلية لنظام دمشق، حفاظا عليه من السقوط، وكي لا يشق الثوار طريقهم نحو النصر العسكري الذي تخشاه أمريكا، كما عبر عن ذلك كيري في تصريحه.

إن الحل السياسي المطروح هو حل أمريكي بامتياز، ولن يقبل المخلصون من الثوار الولوج فيه، فثورتهم ستبقى لله، وعليهم التنبه لأحابيل أمريكا ومكائدها وأسافينها التي تدقها دوما بهدف زرع الفتنة بين الثوار ليقبلوا بالخنوع لقراراتها وإفرازاتها.

اللهم ثبت الثوار على الحق ووحد كلمتهم وانصرهم وانصر بهم.

أبو باسل