الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

نظرات في الوسائل والأساليب التي تتبع لتمييع الفكر والإعلام - ح3

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذا بالنسبة للأساليب التي تتبعها وسائل الإعلام بشكل عام, أما الوسائل التي تتبعها للقضاء على الصحوة الإسلامية فيجب علينا أن نعي خطرها وعيا ًمستنيرا ً, كي نستطيع مصارعته فكريا ً ومكافحته سياسيا ً,

حتى يأذن الله بقيام دولة الخلافة التي تجعل الإعلام في خدمة الإسلام, سواء لتوعية الأمة أو لتهيئة الأجواء لحمل الدعوة بالجهاد رحمة ًونورا ًإلى العالم.


أولا ً:-- الربط بين الصحوة الإسلامية والحالة الاقتصادية. { أي الدافع إلى العمل الإسلامي هو الفقر وليس الإيمان } . كثيرا ً ما يربط الإعلام في منطوقة ومفهومه بين الصحوة الإسلامية وبين الظروف الاقتصادية والسياسية المتردية التي يعيشها المسلمون, كما تُرجع أبواق الإعلام المتغرب المطالبة بعودة الإسلام إلى الحياة لعوامل الفقر المدقع والإحباط النفسي والهزيمة العسكرية والسياسية التي مُني بها المسلمون خلال القرن العشرين, فمثل هذا الكلام يوحي لسامعه أو قارئه بأنه في حالة ما إذا تحسّن وضع الناس الاقتصادي, وترفهت أحوالهم المادية, وحازوا على بعض الحقوق فإن مصير العمل السياسي إلى زوال, ولهذا يعمل بعض الحكام في البلاد الإسلامية - بشكل جدي - على إيجاد طبقة متوسطة تتمتع بقدر محدود من الحقوق خاصة الاقتصادية. تكون هذه الطبقة على حد ادعاءهم بمثابة عازل اقتصادي يمنع اختراق الحركات الإسلامية لكل فئات المجتمع. يقول عبد الحميد الأنصاري في مقالة له بمجلة العربي بعنوان التشدد الديني بعد أن حدد التشدد بأنه ( مناقض لقاعدة أساسية في الإسلام وهي أن الأصل في الأشياء والأفعال والتصرفات الإباحة ). وبهذا يصبح التشدد تعبيرا عن أمراض نفسية هي إفرازات مجتمعاتنا المنحطة والمقهورة سياسيا ً وثقافيا ً واجتماعيا ً. فهي تشكل نوعا ً من الهوس الديني وتمثل نوعا ً من ردود الفعل المرضية تجاه المتغيرات المعاصرة ). هكذا يصبح العمل السياسي لبناء الأمة على قواعد الإسلام ويصبح العمل تشددا ً وهوسا ً دينياً يعكس وضع الانحطاط الذي تعيشه الأمة وهكذا يصورون العمل لاستئناف حياة إسلامية بأنه حركة اعتراض واحتجاج , للهروب من ضغط الواقع السياسي و الاقتصادي للارتماء في أحضان الحركات الإسلامية كرد فعل مَرَضي على هذا الواقع, فقد نسوا أو تناسوا قول الله عز وجل }يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم {.


ثانيا ً:- الربط بين وجوب إقامة الخلافة والتستر بالدين لأغراض سياسية. وهذا يكون انطلاقا من فكرة فصل الدين عن الحياة, لذلك تطالعنا الصحف والكتب وغيرها من وسائل الإعلام أن الحركات الإسلامية ليست حركات دينية وإنما هي حركات سياسية تتستر بالدين لتحقيق أغراض شخصية و مكاسب حزبية, إنها كما يردد الإعلام دائما ( حركات تصطاد بالماء العكر ) ويمضي الإعلام بالقول إن الإسلام دين مثالي وطاهر ومقدس لا يجوز تدنيسه بأمور السياسة, لأن هذه إنما هي محض غش وكذب ودجل وخداع, فإقحام الإسلام في أمور الدنيا من سياسة واقتصاد إنما هو تلويث له ومتاجرة بالدين من قبل الحركات الإسلامية, يقول عبد الحميد إسماعيل ( إن من بين هؤلاء من يتخذ الدين وسيلة للبروز الاجتماعي وطلب الشهرة والزعامة تحقيقا ًلمصالح عاجلة ). أما محمد أركون فيقول في كتابه ( تاريخ الفكر العربي الإسلامي ): { إن القائلين أن الإسلام دين ودولة هم حملة رغبات شخصية وذاتية على خلاف الحقائق التاريخية ولا نبالغ في أنها رغبات اقتصادية وطائفية ومذهبية لا أكثر }. إن مثل هذه التهم الباطلة وهذا الربط البغيض لا يُوَجه إلى الحركات الوطنية أو القومية أو الشيوعية, فهذه الحركات منزهه بزعمهم عن الأغراض الحزبية والشخصية ومنزهة عن التكالب على السلطة, نعم إن السياسة التي يتحدثون عنها كلها غش وكذب ونفاق , لأنها تسير حسب كتاب ( الأمير ) لميكافيلي, أما السياسة الشرعية فهي رعاية شؤون الأمة وتدبير لأحوالهم حسب أحكام الإسلام.


ثالثا ً:- الربط بين حمل الدعوة وتهديد وحدة الأمة. إن حمل الدعوة في الطريق السياسي هو حركة جماعية تغيرية تستهدف قلب الأوضاع و العلاقات قلبا ً شاملا ًوجذريا ً, لذا تصور وسائل الإعلام ومَن وراءها من الكفار و العملاء, هذا العمل العظيم بأنه نذير شؤم وخطر يهدد وحدة الأمة ويعصف باستقرارها وإمعانا ً في التضليل لا يفتأ الإعلام وخاصة المرئي و المسموع, يركز على أخبار الانقلابات والثورات , وإبراز ما يصاحبها من خسائر في الأرواح , ودمار في الممتلكات لدفع الناس إلى القبول بوضعهم هذا , على ما فيه من تشرذم وذل وفقر وبعد عن كتاب الله ورسوله , هكذا تصبح المطالبة بدولة واحدة هي الخلافة تجمع المسلمين تحت راية { لا إله إلا الله محمد رسول الله} . تصبح هذه المطالبة عملا ً يهدد وحدة الأمة واستقرارها, وليس غريبا ً بوجود مثل هؤلاء المفكرين أن تتخذ الدول القائمة في العالم الإسلامي اجرءات دستورية وقانونية تمنع من تكوين أحزاب على أساس الإسلام, محافظة بزعمها على الوحدة الوطنية و الاستمرار السياسي في البلاد. وما ذلك سوى حفاظ على أنظمة الكفر, وصد عن سبيل الله, وتكريس للتجزئة التي صنعها الكافر قبل خروجه عسكريا ً من بلادنا, وسد يعرقل عمل الأحزاب المخلصة بين الناس.


أم مؤمن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع