- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أغاظكم أن تروا الأمة تعظم شعائر الله؟!
في الوقت الذي تعظم فيه الأمة شعائر الله طمعا في أن يصدق عليها قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، فتتجمع من أقطار الأرض ملبية نداء الله بالحج، ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ رغم الفاقة والضعف، رغم القيود والحدود، رغم الصعاب والآهات، إلا أنها تلبي نداء ربها مستبشرة راضية بحكم الله وشرعه، لتصدح الحناجر تكبيرا وتهليلا، وتسمع الدنيا كلها، لبيك اللهم لبيك...
في الوقت نفسه نرى كيف أن الحكام يستميتون في محاربة شعائر الله ولا يطيقون رؤية الأمة تعظم الله وشعائره، متذرعين بكل الذرائع الشيطانية التي لا تستر حقدهم وكرههم للإسلام.
فهذا ملك المغرب محمد السادس المجرم، الذي طبع مع الاحتلال، يدعو أهل المغرب إلى عدم ذبح الأضاحي في عيد الأضحى المقبل متذرعا بانخفاض أعداد المواشي في البلاد بنسبة 38% عن الأعوام السابقة، ثم يتبع ذلك بأوامر إلى قوات الأمن والشرطة لملاحقة الناس في بيوتهم للتفتيش عن الأضاحي لمصادرتها ومنعهم من التضحية بها! وقد سبقه في قراره الآثم هذا روسيا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا، التي تضيق على المسلمين ذبح الأضاحي بذرائع وقوانين وتعجيزات. وهذه ليست المرة الأولى التي يحارب فيها ملوك المغرب هذه الشعيرة، فقد ألغاها من قبل الحسن الثاني ثلاث مرات في الأعوام 1963 و1981 و1996.
والمدقق في الموقف لا يجد ما يفسر هذا القرار إلا مقت هؤلاء رؤية الناس تعظم شعائر ربها رغم كل جهودهم المتواصلة لتغريب الشعوب وسلخها عن دينها.
فمسألة حرص المسلمين على تعظيم شعائر الله، مسألة تؤرق حكام المسلمين وتزعجهم إلى أبعد الحدود، وهم يحاربونها بكل السبل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. لذا تراهم يحرصون على تفريق المسلمين في يوم صومهم ويوم عيدهم لأنهم لا يطيقون أن يروا أمة المليارين تكبر الله وتعظم دينه في يوم واحد، فيرعبهم مشهد الإحساس بوحدة الأمة وتعظيمها لدين ربها. وتراهم يحرصون على جعل الحج عبادة فردية وشاقة، وبأعداد قليلة لا تساوي عشر معشار من يرغبون في تأديتها، ويضعون الحج في سياق رحلة دينية شاقة بلا دلالة على وحدة الأمة ووحدة دينها، لتبقى فارغة من أي دلالة سياسية تهدد عروشهم أو تقرب الأمة من ساعة المواجهة معهم.
فهؤلاء الحكام عداؤهم لدين الله وسعيهم لنقضه عروة عروة لم يعد خافيا على عاقل، وقد تجسد على أيديهم حديث رسول الله ﷺ القائل: «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ».
فإلى متى يا أمة الإسلام سنترك حكامنا يحاربون ديننا، ويحرموننا من عبادة الله وتعظيم دينه وشعائره؟! ألم يئن الأوان لنضع حدا لإفسادهم وحكمهم الجبري؛ لنعيد الإسلام إلى الحياة، ديناً ومنه دولة، فنعبد الله ونكبره ونعظمه كما يحب ويرضى في دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة؟! بلى والله قد آن.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير