رسالة إلى إخوتنا في سريلانكا

نحيّيكم بتحيّة الدّين الذي جمعنا بكم فجعلنا جسدا واحدا، جسداً إذا اشتكى منه عضو تداعى له بالسّهر والحمّى، نحيّيكم بتحيّة الإسلام؛ السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لئن باعدت بيننا الحدود المصطنعة فإنّنا نقاسمكم معاناتكم ونتألّم لما يحدث لكم، ولئن غابت دولتنا التي تجمعنا وتذود عنّا وصار جسدنا منهكا تنهش أعضاءه وحوشٌ مفترسة تتكالب على الفوز بالنّصيب الأوفر من أعضائه؛ فإنّ هذا الجسد لا يزال واحدا - مهما أصابه من أمراض - يتألّم لوجع كلّ عضو فيه.

فرابطتنا قويّة متينة لا تقطعها حدود ولا مسافات ولا تحول دونها دول ولا حكومات، وقلوبنا معلّق بعضها ببعض، ترقب ما يحدث لكلّ عضو في هذا الجسد وتشاركه آلامه، وتعمل على كشف ما يخفيه النّظام الرّأسماليّ الفاسد من ممارسات إجراميّة متوحّشة تجاه المسلمين. فلئن سعى هذا النّظام العالميّ إلى إخفاء معالم جرائم حكوماته العميلة أو تبريرها بحجج واهية كمحاربة التّطرّف والإرهاب فإنّ إعلامنا البديل سيفضحه ويظهر زيف أقواله واتّهاماته الباطلة ويكشف حقده على الإسلام والمسلمين.

مصابكم إخوتنا هو مصابنا ولا يخفى عنّا ما يمارسه أولئك الكفرة من انتهاكات وظلم تجاهكم. واكبنا ما يحدث لكم، واكبناه بقلوب منفطرة وعيون دامعة. عايشنا هول ما تعانونه أحياء وأمواتا. وصلتنا أخباركم وعلمنا بما تلقونه على أيدي البوذيّين المجرمين الذين يحقدون عليكم وعلى الإسلام ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾، تجلّى لنا كرههم لهذا الدّين وسعيهم لبثّ الكراهيّة والعنف للنّيل منكم. نشروا في قلوبكم الرّعب حتّى صرتم تخشون ارتياد مساجدكم وهجرتموها خوفا من ردود أفعالهم الانتقاميّة خاصّة بعد اعتداءات عيد الفصح في نيسان/أبريل 2019 والتي وجّهوا فيها أصابع الاتّهام نحوكم.

لامس قلوبنا تصريح أختنا زارينا بيغوم 60 عاما "نحن نقبع في منازلنا، ونخاف مغادرتها"، واتّضح لنا ما تعيشونه من قهر وظلم وخوف. لكن ما يحدث لكم - وتحديدا لموتاكم الذين تنتهك حرمة أجسادهم فتحرق بحجج واهية - قد مزّق أفئدتنا ودفعنا للعمل أكثر لإيصال أصواتكم واستغاثاتكم حتّى تكفّ الحكومة السريلانكيّة عن قراراتها تلك التي تتنافى وأحكام ديننا الحنيف فنكرم موتانا - هناك - بدفنهم لا بحرقهم.

بلغنا ما حلّ بالأخت فاطمة رينوزا، نسأل الله أن يتقبّلها برحمته ويرزق أبناءها وزوجها وجميع أهلها جميل الصّبر والسّلوان، وحسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء المجرمين الذين لم يكتفوا بحرق جسدها بل نزعوا منه أعضاء. وعلمنا بنبأ مسلم آخر أُحرق جسده دون الصّلاة عليه ممّا أثار غضب المسلمين هناك فسمح لهم بالصّلاة على مسلم آخر قبل أن يتمّ إحراق جسده أيضا. سياسة لا تراعي ما ينصّ عليه الدّين الإسلاميّ وتتجاهل خصائصه وأحكامه.

لقد تمادت السّلطات في انتهاكاتها لكم أحياء وأمواتا وها هي، وبحجّة الحدّ من انتشار وباء كوفيد-19 تقوم بحرق أجساد موتاكم الذين أصيبوا بالوباء أو يشتبه بإصابتهم به كإجراء وقائيّ اتّخذته سريلانكا، فتقوم بذلك دون سائر دول العالم الأخرى ودون أن تنصّ عليه منظّمة الصّحّة العالميّة التي سمحت بدفن الموتى.

إنّنا إخوتكم في حزب التّحرير نطالب الحكومة السريلانكيّة بالكفّ عن سياسة حرق موتى المسلمين وتسليمهم لأهاليهم حتّى يكرموهم بالدّفن والصّلاة عليهم وإيداعهم قبورهم. نطالبها بأن تعاملكم معاملة حسنة عادلة حتّى تجد منّا ما يشفع لها يوم تقام دولة الخلافة التي ستقتصّ من كلّ من سوّلت له نفسه النّيل من مسلم أو مسلمة.

نعلمكم أنّنا نقاسمكم ما أنتم فيه ونسأل الله أن يعجّل بقيام دولتنا التي ستجمعنا وستقتصّ من كلّ من أساء للإسلام والمسلمين وتعيد لهم عزّهم ومجدهم ووحدتهم.

من هنا نتوجّه لجيوش الأمّة ولأبنائها المخلصين من أهل القوّة والمنعة أن يضعوا أياديهم ويساندوا حزب التّحرير في تحقيق غايته وإقامة دولة الخلافة التي باتت ضرورة واقعيّة لا بدّ منها لنشر السّلام والأمن والأمان في أرجاء العالم الذي نكّل به النّظام الرأسماليّ القائم.

نتوجّه إلى علماء الأمّة ليأخذوا بيدها لتسلك السّبيل الصّحيح للنّجاة ولتخرج العالم من الظّلمات إلى نور الإسلام.

نقول لكم أحبّتنا في الله صبرا كصبر آل ياسر والله ناصرنا وناصركم على أعدائه وأعداء دينه والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.

#StopMuslimCremation

#أوقفوا_حرق_موتى_المسلمين

#MüslümanCenazeleriYakmayaSon

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصّامت