الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أسباب تعثر المفاوضات حول وقف الحرب على غزة

 

ربما يكشف لنا المشهد الحالي لحرب غزة، أن نتنياهو يريد تمديد الحرب لأطول فترة ممكنة، وسط تباين بشأن حجم الضغط الذي يمارسه بايدن على تل أبيب لوقف الحرب، فهل حقاً أن إطالة الحرب رهن قرارات نتنياهو وحده؟ أم أنها الحرب، والخديعة، والمكر، والمصلحة التي تمارسها إدارة بايدن على تل أبيب؟

 

إن المجرم نتنياهو الذي يستخدم دماء الفلسطينيين من أجل بقائه في الحكم لفترة أطول، على مرأى ومسمع النظام الدولي الذي هو الآخر يكيل بمكيالين، ومع استمرار الصمت العربي المخزي يتمادى هذا المجرم ليزداد دموية بقتل أهل فلسطين الأبرياء الذين تخلى عنهم حكام الخزي والعار، حكام المسلمين، في سبيل البقاء على كرسي الحكم، وجيوشهم قابعة في ثكناتها عفّنها القعود وأصابها الهوان!

 

نتنياهو المجرم الذي فشل في تحقيق أهداف الحرب التي انفجرت تناقضاتها داخل حكومته وانعكست على الشارع في كيانه الذي يطالب بوقف القتال وإعادة الأسرى.

 

أقول: إن أمريكا لو كانت حقا تريد وقف الحرب، لوافقت على تمرير قرار مجلس الأمن، بل إنها على عكس ذلك لجأت لتوسيع الصراع في البحر الأحمر، فماذا يريد بايدن كي يضغط على تل أبيب؟ وما هو حجم الدمار الذي يبحث عنه؟ كم ألف طفل يريد أن يموت كي يوقف المجزرة التي يرتكبها كل يوم في غزة؟!

 

لقد بات واضحاً أن أمريكا في كل مرة تبدي تفاؤلاً لا علاقة له بالواقع بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، وفي كل مرة يُصرِّح وزير خارجيتها بأن الاتفاق أوشك على التوافق لولا موقف حماس المتزمت (كما يدعي) ليرمي الكرة في ملعب حماس حتى يصبح الجلاد هو الضحية، فهذه هي قيمة وموازين زعيمة الديمقراطية!

 

لقد تكرر المشهد، ما الذي يجري؟ دماء وأشلاء تتطاير، ولا يوجد من يحرك ساكناً!

 

ربما يكون الأمر أكبر من ذلك كله، فلنلق نظرة على موقف نتنياهو وهو يُصرُّ على إعادة الأسرى الأحياء والأموات، واستمرار تمسكه بمحور فيلادلفيا بين مصر وغزة، ويصر على استمرار الحرب ليتم القضاء على المدافعين عن أرضهم وعرضهم.

 

من الواضح أن إدارة بايدن غير جادة في الضغط على نتنياهو لاعتبارات ربما تتعلق بموقف بايدن المؤيد لكيان يهود، ولعدم خسارة أصوات يهودية مؤثرة في الانتخابات الأمريكية، كذلك نتنياهو الذي يحاول التصرف وكأنه يرغب في الوصول إلى اتفاق لإرضاء أهالي الأسرى وتجاوباً مع ضغط الشارع في كيان يهود، في حين تجده يضع كل الشروط التي تعرقل الوصول إلى اتفاق، بل لم يعد هذا التكتيك خافياً على أحدٍ، إذ باتت سياسته مكشوفة للجميع.

 

ربما أصبح من الواضح أن استمرار الحرب لم يعد مقبولاً لدى الشعوب التي تعتنق الديمقراطية وتتبجح بها، حتى باتت تشكل عبئاً على حكامها، ليحاولوا إيجاد مخرج للحرب التي كشفت زيف مبادئهم.

 

للأسف أصبح الموقف يستجدي الشعوب الغربية للضغط على حكوماتها من أجل إيقاف الحرب، وفي المقابل نرى الشعوب الإسلامية صامتة وكأن الأمر لا يعنيها في شيء!

 

أقول: لو كان لهذه الشعوب دولة تدافع عنها، وتحمي حقوقها لما تجرّأ كيان يهود المسخ على التطاول على شعوبنا، بل لما كان له وجود ولا أثر. ولكن بضياع الراعي ضاعت الرعية، منذ أن غابت شمس الإسلام، وغاب الحامي الذي يذود ويدافع عن حماه، ضاعت دولتنا وضاعت معها كرامتنا وعزتنا، وأصبحنا نلتمس الحل من الجلاد! حسبنا الله ونعم الوكيل، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع