الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل تستغني أمريكا عن إيران؟

 

مع فوز ترامب في انتخابات الرئاسة لأمريكا تعالت أصوات وسائل الإعلام بطوفان من التحليلات، حول مستقبل إيران على ضوء تصريحات ترامب.

 

ابتداءً يجب أن لا ننسى أن إيران ما زالت الوزة التي تبيض ذهبا؛ إذ لا يمكن لأمريكا الاستغناء عنها مهما تغير الحاكم، وهذا ثابت في الخطوط العريضة لسياسة أمريكا، التي من المعروف عنها أنها دولة مؤسسات، وأن القرارات الدولية مقسمة حسب مصلحتها.

 

لذا أرى أن إيران ستبقى البعبع الذي تستعمله أمريكا لتخويف دول المنطقة، وابتزازها بصفقات أسلحة مليارية.

 

كذلك لا يزال كيان يهود يعتبر إيران أفضل بعبع طائفي يدق أسافين التفرقة بين المسلمين (الشيعة والسنة)، ليصرف أنظارهم عن اغتصابه أرضهم وصراعهم معه.

 

لذا كلما علا صوت الوعيد والتهديد، وتبادل الاتهامات، بين أمريكا وكيان يهود، وإيران، تزداد قنوات الاتصال الخلفية لتعمل بكل طاقتها بينهم.

 

ربما يتصاعد الموقف إلى ما هو أكثر سخونة وقد تحصل احتكاكات كما شاهدناها من قبل، ولكن يبقى الموقف فعّالا، فإيران هي الوزة التي تبيض ذهباً بالنسبة لأمريكا، ومن يعتقد حالياً بأن أمريكا يمكن أن تفرط بإيران فهو واهم.

 

ربما يريد ترامب اتفاقاً نووياً جديداً يحاول من خلاله بناء سياسة إقليمية لا تشكل تهديداً لحلفاء أمريكا ليبقى يتقاضى عن هذه المنجزات ما يشاء من الإتاوات من جيوب حكام الخليج.

 

وربما بعد أن أضعف كيان يهود قوة حزب إيران اللبناني، التي كانت تشكل هاجس خوف خصوصاً بعد عملية طوفان الأقصى، ولكن يبقى الحزب هو صاحب الصوت المعطِّل في السياسة اللبنانية، ولربما يعيد طلاء صواريخه لتبدو أزهى في عروض عسكرية تحت أنظار حكومة لبنانية مشلولة.

 

كذلك سيدخل الحوثيون تاريخ اليمن من أوسع أبوابه في تقرير مصير أهل اليمن، وستظل هتافات "الموت لأمريكا ولـ(إسرائيل)" تعلو في شوارع طهران، وتكتب اللافتات لتعلو مقرات الحشد الشعبي في العراق ولبنان واليمن.

 

لا شك أن أمريكا سمحت لإيران بالخوض واللعب في المنطقة كيفما تشاء، لتحقيق مآرب يعلمها القابعون في البيت الأبيض، فقد نشرت إيران مليشياتها في العراق واليمن وسوريا ولبنان لتزعزع أمن المنطقة، كي يسارع حكامها إلى الارتماء في أحضان أمريكا طلبا للخلاص، كما أدخلت أمريكا إيران ومليشياتها وحزبها في لبنان إلى سوريا لمنع سقوط بشار أسد الذي لا يمكنها الاستغناء عنه حاليا إذ لا يوجد بديل يحل محله في العمالة والتبعية لها وتحقيق مصالحها، في الوقت الراهن.

 

لقد بات واضحا أن هناك مشروعا أمريكيا في المنطقة، وسيكون لإيران دور فيه، وربما يكون دور المسرحيات قد انتهى ولم يعد للعرب وزن في موازين القوى الآن، وليس لهم موقع من الإعراب إلا أن يقوموا بالتصفيق والمشاهدة ودفع الفواتير، وما كان مطلوب منهم إنجازه، فالوضع العربي لا يمكن التنبؤ به بفضل هوان حكام الذل والعار الذين صنعهم الكافر المستعمر، وسلطهم على رقاب الشعوب.

 

كذلك وبكل ما تحمله أمريكا من غطرسة وعنجهية فقد سبق لها أن ضربت بقرارات مجلس الأمن، والفيتو، وتوصيات الأمم المتحدة، واعتراضات الاتحاد الأوروبي، كلها عرض الحائط واحتلت العراق، فلنقس على ذلك وبهذا المنطق الغاشم ستبدأ مرحلة جديدة في المنطقة تعيد رسم الخارطة السياسية والعسكرية، وبناء تحالفات إقليمية تسير وفق ما جاء في صفقة القرن.

 

لذلك يبقى الدور الإيراني في المنطقة رهين السياسة الأمريكية المدروسة بشكل محكم، وأن هذا الدور يتقلص ويتوسع وفق متطلبات هذه السياسة، لذلك تبقى أمريكا تحتفظ بإيران كتهديد ثوري بغطاء إسلامي ضد دول المنطقة، ثم توسع ذلك حتى بات لها دور لا يمكن الاستغناء عنه، ربما بعد عودة عملاء أمريكا الآخرين مثل مصر وتركيا والسعودية قد يحدّ من دورها حالياً لكن يبقى لها دورها الفعال في السياسة الأمريكية لتحقيق أهداف أمريكا.

 

وإنه لمن المؤسف أن تكون أمريكا، وقيمها الفاسدة، وحضارتها العفنة، ذات شأن في بلاد المسلمين فنراها تصول وتجول، ويتنافس على خدمة مصالحها من يعدون أنفسهم حكاماً، ومن المخزي أن تكون بلادنا الإسلامية وكراً لمخططات أمريكا، التي تستعمل أجواءنا، ومقدراتنا لتقتل المسلمين المستضعفين في بلادنا دون رادع يقف في وجهها.

 

وإنه من الواجب على كل مسلم أن تكون قضيته المصيرية هي؛ عودة عزنا، ودولتنا التي تدافع وتحامي عن حمى المسلمين، والتي تهاونّا في إقصائها من المسرح الدولي، فلا حياة، ولا عزة إلا بدولة تدافع وتحمي حمى المسلمين، ليعز الله سبحانه بها الإسلام والمسلمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع