الأربعاء، 28 محرّم 1447هـ| 2025/07/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

Al Raya sahafa

 

2025-07-23

 

جريدة الراية: أوجلان وتسريع تخلي حزبه عن السلاح

 

 

 

نُشرت كلمة مصورة يوم 9/7/2025 لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان يتعهد فيها بتسريع عملية تخلي حزبه عن السلاح، فقال: "في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي إنشاء آلية لإلقاء السلاح تسهم في تحقيق تقدم في العملية، وإنهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية".

 

يظهر أن حزبه الذي لبى دعوته يوم 12/5/2025 بحل نفسه وإلقاء السلاح ماطل في عملية نزع السلاح، ما أخّر خروجه من السجن. وكأن هناك قوى رافضة داخل الحزب تماطل حتى يبقى الموضوع معلقا؛ لأن المفاوضات السرية بدأت بين الطرفين منذ عام 2009 ومن ثم عطلت، فخشي أن يكون هناك تعطيل آخر فيبقى سجينا، لأن هدفه مصالحه الشخصية. وقد أعلن تخليه عن هدفه الذي أعلن من أجله تمرده المسلح عام 1984، بقوله: "إن الحزب قد تخلى عن هدف الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب. وفي المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم".

 

ولهذا يريد تسريع عملية إلقاء السلاح فقال: "بخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة". ولتحقيق ذلك قال: "يتم حاليا تشكيل لجنة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكل طوعي وفي إطار قانوني وهذا أمر بالغ الأهمية.. من الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق". فيظهر أنه يهاجم المماطلين أو المعطلين فيعتبر منطقهم ضيقا. وقال: "أرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها ويكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ". وهنا يؤكد على هؤلاء أن يسرّعوا في تنفيذ ما وافقوا عليه حتى لا يطول عليه الأمد فيخسر فرصته باعتباره زعيما قادرا على أن يفرض إرادته على أتباعه، ويخسر فرصة خروجه من السجن الذي يقبع فيه منذ عام 1999.

 

وما يؤكد ذلك أن كلمته سجلت لدى وكالة "فرات" المقربة من حزبه بتاريخ 19/6/2025، ولكنها نشرت يوم 9/7/2025، ما يدل على أنه جرى تأخير بثها حتى يحصل تجاوب فعلي من عناصر الحزب وقيادته، حيث ظهرت المماطلة والبطء في التنفيذ، ما يجعل إعلان أوجلان وكذلك حزبه لا قيمة فعلية له، ويبقى الأمر يراوح مكانه كوعود من دون تنفيذ.

 

ولهذا أفادت الوكالة نفسها أنه في خطوة رمزية أقدمت مجموعة من 30 شخصا من عناصر الحزب من بينهم 4 قادة يوم 11/7/2025، على تدمير عدد من الأسلحة في السليمانية بشمال العراق بحضور ممثلين من المخابرات التركية وحكومة إقليم كردستان بشمال العراق وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب الوسيط بين الحكومة التركية وأوجلان.

 

وقام إبراهيم قالين رئيس جهاز المخابرات التركية بزيارة لبغداد يوم 8/7/2025 واجتمع مع كبار المسؤولين العراقيين للبحث في الجوانب اللوجستية لعملية نزع السلاح، كما أفاد مسؤول عراقي لوكالة فرانس برس.

 

إذ اتهمت تركيا الحزب بالمماطلة فطلبت التسريع في عملية إلقاء السلاح. وقال الرئيس التركي أردوغان يوم 6/7/2025 "إن جهود السلام ستسارع قليلا عندما تبدأ المنظمة الإرهابية بتنفيذ قرارها بإلقاء السلاح". وكان وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب قد اجتمع مع أوجلان يوم 7/7/2025، وفي اليوم التالي اجتمع مع أردوغان بحضور إبراهيم قالين.

 

وعلق أردوغان عقب إعلان أوجلان تعهده بتسريع عملية نزع سلاح حزبه قائلا: "ندخل مرحلة جديدة سنتلقى فيها أخبارا إيجابية في الأيام المقبلة. نأمل أن تنتهي هذه العملية بنجاح في أسرع وقت، من دون أي حوادث أو محاولات تخريب".

 

إنه لا يوجد لدى أمريكا صاحبة النفوذ في المنطقة حاليا مشروع إقامة دولة كردية، فرفضت إقامتها في شمال العراق واكتفت بحكم ذاتي. ولهذا تعمل على إنهاء منظمة "قسد" التي يترأسها القوميون الأكراد ودمجها في النظام السوري الذي يرأسه أحمد الشرع. وقد أدرك أوجلان ذلك، وهو الذي عمل لحساب أمريكا التي استخدمته ضد تركيا أثناء هيمنة عملاء الإنجليز على الحكم فيها، ولكنها حاليا متمسكة بوحدة تركيا التي تدور في فلكها برئاسة أردوغان الذي يصف نفسه بأنه صديق وحليف لأمريكا.

 

وتركيا تضغط لتنهي هذا الملف ليحقق أردوغان إنجازا تاريخيا عظيما في تاريخ تركيا، بأنه استطاع إنهاء التمرد القومي الكردي المسلح ودمج الأكراد القوميين في العمل السياسي بتركيا، وهذا سيسجل له نقاطا لحشد الأصوات لتأييد ترشحه لرئاسة البلاد بتعديل الدستور الذي يمنع ترشحه لدورة ثالثة أو إجراء انتخابات مبكرة، حيث يحرص على أن ينهي حياته وآخر أيامه وهو مسخط لله يطبق نظام الكفر العلماني الديمقراطي، وقد انخدع به البسطاء والسذج بأنه سيطبق الإسلام تدريجيا، كما خدعهم في موضوع نصرة أهل فلسطين، وها هي غزة تذبح وتباد على مدى 21 شهرا ولم يقدم لها رصاصة أو لقمة عيش أو شربة ماء، بل استمر في التطبيع مع كيان يهود. وما يهمه هو مصالح تركيا القومية الضيقة ومصالحه الشخصية بأن يبقى في الحكم بدعم من أمريكا التي تمنع أي مساس بكيان يهود قاعدتها الأساسية في المنطقة.

 

ويظهر أن أوجلان الذي تبنى العلمانية والاشتراكية كفكر لحزبه، مستعجل للخروج من السجن ودخول العملية السياسية أو أن يكون موجها لأتباعه فيها، ليشبع حب الزعامة والسيادة الشخصية، إذ إنه وأمثاله ممن لديهم أهداف قومية ووطنية تنتهي ثوراتهم بإلقامهم منصباً، كما حصل مع زعماء الثورات القومية التي أثارها الاستعمار لضرب دولة الخلافة العثمانية، وقام بتمزيقها إلى دويلات وتنصيب عملائه دعاة القومية والوطنية عليها ومن تبعهم وسار على نهجهم.

 

وقد ورد كلام عميق مستنير في كتاب التكتل الحزبي، لحزب التحرير، يصف المثقف بالأفكار الأجنبية كالعلمانية والديمقراطية والاشتراكية وصفا دقيقا فقال: "ولذلك صار لا يعرف ما ينهض الأمة إلا تقليدا للأجنبي.. ولا تتحرك أحاسيسه من أجل المبدأ، وإنما تتحرك من أجل الوطن والشعب وهو تحرك خاطئ.. ولا يثور من أجل بلاده ثورة صحيحة ولا يضحي من أجل الشعب تضحية كاملة.. ولو فرضنا أنه ثار وطالب بالنهضة فإنها ثورة وليدة صدمة من الصدمات مع مصالحه الخاصة أو ثورة تقليدية لثورات الشعوب.. لا تلبث أن تزول حين تذهب الصدمة بإلقامه وظيفة أو إرضاء نزعاته أو تزول حين تصدم بأنانيته ومنافعه أو يناله منها أذى".

 

فنهضة الأمة لا تقوم إلا بالمبدأ الإسلامي وبوجود دولة تطبقه وتحمله رسالة لتحرير جميع الناس من الأفكار والمبادئ الباطلة والنعرات العصبية القومية والوطنية.

 

 

 

بقلم: الأستاذ أسعد منصور

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع