- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الجنة والوصول إليها
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في"باب مثل الدنيا في الآخرة":
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها".
أيها الأحبّة الكرام:
هذه هي الدنيا حقيرة لا تسوى في الآخرة مكان سوط أو عصا أحدكم في الجنة، فكم مساحة ما يأخذه السوط؟ فموضع سوط في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها، هذه الحقيقة لطالما أكد عليها الإسلام، ولطالما حذر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من مغبة التمسك بالدنيا وجعلها في القلب، ولعل تشبيه الرسول صلى الله عليه وسلم للدنيا بجناح البعوضة في حديث آخر يدفع بالمرء لأن يقف ويراجع ما هو عليه، فإن كانت الدنيا في قلبه فليخرجها، وليخرج بعدها معلنا انتصاره عليها.
أيها المسلمون:
يا من ترجون أن يكون لكم موضعا في الجنة، لن تكون جنة إلا من خلال الدنيا، فهي المعبر للآخرة، فمن عرف كيف تُعاش الدنيا وما حقيقة وجوده فيها وصل الجنة وحاز لا على موضع سوط فقط؛ بل على مساحات ومساحات...وعلى نعيم دائم... وكان من الفائزين، ومن لم يعلم ولم يدرِ حقيقة وجوده فقد خسر خسرانا مبينا، تلك الحقيقة التي ترتكز على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، وبالالتزام بأحكام الله علما وتطبيقا، وعلى رأسها العمل لإعادة هذه الأحكام موضع التطبيق كما كانت من خلال الخلافة والدولة الإسلامية الواحدة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم