- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المخاصمة بين الحكام والأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب قول الله تعالى وهو ألد الخصام:
حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم".
أيها الأحبّة الكرام:
إن هذه الأمة وُلدت لتحيا ولتعيش حياتها الدنيا للآخرة، لا لتغرق في مستنقعات الظلم والجور والمذلة والهوان التي جرّدتها من الرحمة والرأفة، فجعلتها تعيش حالة الشحناء والمخاصمة والعداء، وإذا تحدثنا عن المخاصمة والخصام فلا خصام ولا معادة أشد وأكبر من خصام الحكام ومعاداتهم، كيف لا وقد ناصبوا شعوبهم وأمتهم العداء فقتلوا وسجنوا وظلموا وقهروا...
أيها المسلمون:
إننا نحن المسلمين لا نقبل إلا بما قبله لنا ربنا وما قبله لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فرسولنا صلى الله عليه وسلم نهى أن يذلّ المسلم نفسه، فالمسلم لا يقبل بظلم ولا بهوان، ولا يقبل بسكوت وخضوع، فلا طاعة لأي حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله، ولا طاعة لأي حاكم في هذا الزمن، زمن الحكم الجبري الذي ساد فيه عبيدُ الغرب أمةَ الإسلام، زمن الرويبضة، الذين علو في الأرض علوا وقتلوا الناس تقتيلا...فهم أبغض الرجال إلى الله، فلنخاصمنّهم كما خاصمونا ولندخُلَنّ عليهم قصورهم ولنتبّر ما استطعنا تتبيرا، فقريبا سيعلو صرح الحق وتُقام دولة الإسلام، وعندها سيكون الحساب، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم