الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وعاجزُ الرأيِ مِضياعٌ لِفُرصتِهِ...

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وعاجزُ الرأيِ مِضياعٌ لِفُرصتِهِ...

 

 

 

الخبر:

 

اليوم هو الثامنُ والعشرونَ من رَجَب، ذكرى هدم الخلافة العثمانية.

المصدر: للأسف الشديد لا نجد هذا الخبر إلا في مواقع حزب التحرير الرسمية، وصفحات شبابه وأنصاره، أما المواقع الأخرى، والقنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى... فقد حرمت نفسَها هذا الشرف، وأثبتت أنها ليست لمثله بأهل.

 

التعليق:

 

وا أسفاه أيها المسلمون، تمرّ بكم الذكرى تلو الذكرى ولا تحرّكُ فيكم ساكناً، ولا تبعث فيكم الشوقَ لعزة المسلم! ولا تثيرُ فيكم الحُرقةَ على حالكم الذي وصلتم إليه في غياب الخلافة! ولا تملأ قلوبَكم بالخوف من الله عزّ وجل وأنتم تعيشون في غضبه لتعطيل شرعه والبعد عنه!

الذكرى السابعةُ والتسعونَ لهدم الخلافة.. مع أنه يحرم على المسلمين أن تمرّ عليهم ثلاثة أيام دون وجودِ خليفة يستحق بيعة في أعناقهم... فماذا تنتظرون؟

 

أيسرُّكم حالـُكم وأنتم تعيشون في ويلات أنظمة علمانيةٍ، كياناتٍ هزيلةٍ لا تملكُ من أمرها شيئاً.. تترقّبُ في هذه الأيام ضربةً عسكريةً أمريكيةً لسوريا.. عقر دار الإسلام، تترقّبون كما يترقّبُ أعداؤكم.. بل تشاركونهم الترقّب في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية.. وتقومونَ بالتحليل وتوقّع موعدِ الضربة.. ومحاولة تحديدِ مكانها... تقومون بكل هذا وكأنّ الأمر لا يعنيكم، وكأن الضربةَ ليست لأرض المسلمين.. كأنها ليست لعقر دار الإسلام... أتنتظرون من أمريكا أن تضربَ عميلها بشار... أمريكا التي قتلت وتسبّبت وأمرت بقتل المسلمين الثائرين في سوريا للمحافظة على حكم عميلها بشار!!... أمريكا - يا مسلمون - التي دفعت الجزية لدولة الخلافة قبل حوالي مئتي سنة... ما هذا يا مسلمون؟ ماذا دهاكم؟ أين عقولكم؟ هل فقدتم صوابكم... بدل أن تهبّوا هَبَّةَ رجل واحد لتقتلعوا بشاراً وأمثالَه أشباهَ الحكامِ في بلادكم، الحكامَ السفهاء الذين يتحكمون في رقابكم، وتنصبوا خليفةً واحداً تبايعونه على كتاب الله وسنة رسوله، يقودكم لتدكوا أسوار موسكو وواشنطن ولندن وباريس وغيرها من عواصم الدول الاستعمارية... تقفون مكتوفي الأيدي.. وكأنكم لا تملكون من أمركم شيئاً؟؟؟

 

أما أهل القوة منكم فحال أكثرهم أشدّ عجباً.. يسمعون استغاثات المسلمين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولا يتحرك فيهم الشوقُ للشهادة، ولا تنبعث فيهم نخوةُ المعتصم، هَمُّهم حماية عروش الظالمين من الحكام الرويبضات، وعملُهم امتثالُ أوامرِ أسيادِهم من الحكامِ الخونةِ في قتل المسلمين وقمع ثوراتهم... فما بالكم يا أهل القوة؟ ألستم من أبناء الأمة؟ ألستم درعَها الحامي؟ ألستم أحفادَ عمرَ وخالدٍ وأبي عبيدة وقتيبةَ وموسى بن نصير وطارق بن زياد وصلاح الدين...؟

 

أَوَقَدْ بلغَ منكم العجزُ مبلَغَه حتى اكتفيتم بإحصاء شهدائكم وعَدِّ جرحاكم وتوثيق مبانيكم المدمَرة؟ لقد صدق فيكم الشاعر إذ قال:

 

وعاجزُ الرَّأْيِ مِضْيَاعٌ لِفُرْصَتِهِ               حَتَّى إذا فاتَ أَمْرٌ عَاتَبَ الْقَدَرا

 

ألا تعلمونَ أنّ العجزَ في الرأي أشدّ وأنكى من العجزِ في العمل؟ وأنتم لا يُعْوِزُكم الرأيُ وفيكم حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذبُ أهلَه، الذي بَيّنَ لكم وما زال يبيّن، ويوضح لكم الحقائقَ، ويكشفُ لكم المستور من المؤامرات عليكم، ويرشدكم إلى الطريق الصحيح، والرأي السديد.. وكذلك لا يُعجزُكم العملُ، وأنتم تقاربون المليارين، وتملكون من الثروات ما لا يملكه غيركم في العالم كله، ولديكم من النفوس العزيزة ما لا ترضى بأقلّ من النصر أو الشهادة، أما عن السّنَدِ والنصيرِ فلا يملك أحدٌ من الناسِ ما تملكونه.. إنه القويّ العزيز، إنّه جبَارُ السماواتِ والأرض، إنه الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: كُنْ، فيكون، إنه القائل عزّ من قائل: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [سورة محمد: 7]، إنه القائل سبحانه وتعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [سورة آل عمران: 160].

 

وماذا بعدُ أيها المسلمون؟ وماذا بعدُ يا أهل القوة؟ اجعلوا هذه الذكرى آخر ذكرى بدون وجود خليفة، احذروا أن تمرّ بكم دون أن تحزموا أمركم، وتتخذوا قراركم، وتقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة مع حزب التحرير، فترضوا ربكم، وتنالوا عزّ الدنيا والآخرة، وذلك هو الفوز العظيم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – الأردن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع