- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمم المتحدة متواطئة في الإبادة الجماعية لمسلمي الإيغور
(مترجم)
الخبر:
في مقابلة أجرتها معها إحدى وسائل الإعلام البريطانية في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، صرحت إيما رايلي، محامية حقوق الإنسان التي تعمل في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن الأعضاء رفيعي المستوى في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كانوا يسلمون أسماء المسلمين الإيغور إلى النظام الصيني من أجل كسب الود والحفاظ على علاقة سياسية وثيقة مع الديكتاتورية. هذا على الرغم من أن الصين تنتهج سياسة الإبادة الجماعية ضد مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية. وفقاً لرايلي، قبل كل جلسة لمجلس حقوق الإنسان، تطلب الحكومة الصينية من الأمم المتحدة "ما إذا كان بعض الأشخاص يخططون للحضور أم لا"، ثم يقوم مسؤولو الأمم المتحدة بتمرير أسماء مختلف النشطاء الإيغور الذين خططوا للحضور للإدلاء بشهادتهم حول الفظائع التي ارتكبتها الصين ضد مسلمي الإيغور. تؤكد رايلي أن لديها رسائل بريد إلكتروني تؤكد هذه الممارسة التي كانت مستمرة منذ عام 2013 على الأقل والتي عرّضت حياة عدد لا يحصى من الإيغور للخطر. كما أن ما تزعمه رايلي تؤكد عليه اليو إن ووتش، وهي منظمة غير حكومية تسلط الضوء على سوء تصرف الأمم المتحدة وتحيزها. وفقاً لكل من رايلي واليو إن ووتش، تستخدم الصين بعد ذلك هذه المعلومات التي قدمتها الأمم المتحدة لمضايقة وترهيب نشطاء الإيغور وعائلاتهم من أجل إسكاتهم عن التحدث علناً عن أعمال الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها على يد الحزب الشيوعي الصيني. ويشمل ذلك اعتقال واحتجاز وتعذيب أفراد عائلات الإيغور في معسكرات الاعتقال سيئة السمعة في الصين. وتدعي رايلي أنها أبلغت مسؤوليها الكبار في الأمم المتحدة بهذا النشاط الإجرامي، بما في ذلك المفوض السامي لحقوق الإنسان، ومكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة، والسلطة الداخلية للأمم المتحدة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لمعالجة هذه المسألة. نظراً لأن الأمم المتحدة تتمتع بحصانة دبلوماسية في جميع المحاكم الدولية، فقد نقلت ادعاءاتها إلى المحكمة الداخلية للأمم المتحدة، والتي ذكرت أنه من غير المعقول الاعتقاد بأن مبادئ حقوق الإنسان، يمكن أن تتفوق على مجرد إمكانية وجود سياسة أفضل فيما يتعلق بالعلاقة مع الصين. كما نشرت على تويتر وثيقة المذكرة التي سلمتها إليها المحكمة الداخلية للأمم المتحدة رداً على شكواها والتي توضح أنه بينما أقرت الأمم المتحدة بادعاءاتها، شعرت أن الحفاظ على علاقة إيجابية مع الصين كان ذا أهمية بالغة.
التعليق:
كل هذا يسلط الضوء مرة أخرى على أن الأمم المتحدة ليست مجرد منظمة مليئة بالفساد، فضلاً عن كونها غير مفيدة في معالجة الكوارث الإنسانية في العالم. فهي أيضاً تساعد بنشاط الأجندات السياسية القمعية للقوى العالمية الرئيسية التي هي أعضاء دائمون في مجلس الأمن المشوه. من المعتقد أن الصين، الدولة التي تنفذ إبادة جماعية دينية ضد مسلمي الإيغور، بما في ذلك سجن أكثر من مليون من الإيغور الأبرياء في معسكرات الاعتقال، سيتم انتخابها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر. كما تم انتخاب روسيا، النظام الذي يساعد جزار الأسد في الإبادة الجماعية ضد مسلمي سوريا، في حين إن السعودية، التي تنفذ حرباً وحشية ضد المسلمين في اليمن، بما في ذلك تجويع ملايين المدنيين الأبرياء، سبق انتخابها في اللجنة.. ومن ثم، فإن مثل هذه الأنظمة تترأس بشكل عبثي تعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم... بينما تشارك في الوقت نفسه في جرائم ضد الإنسانية نفسها.
لذلك، من الوهم الاعتقاد بأن الأمم المتحدة هي هيئة محايدة تدافع عن مصالح وحقوق جميع الناس على قدم المساواة. إنه لمن دواعي السرور أيضاً أنها منظمة تهتم بصدق بالظلم والفظائع الإنسانية. وبالفعل، فإن حق النقض للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يضم الصين، قد أغلق بأيديهم سلطة الشؤون العالمية ومصير الدول، ومكّنهم من تجنب أي مساءلة حقيقية عن سياساتهم القمعية تجاه الشعوب، على الصعيدين الداخلي والدولي. ومن ثم، فإن توقع تحرك الأمم المتحدة في أي اتجاه يتعارض مع مصالح أي من هذه القوى الكبرى هو ذروة السذاجة السياسية.
لقد كانت الأمم المتحدة بارعة في الإلهاء والتحويل في حل الأزمات الإنسانية والإبادة الجماعية في العالم، واستضافت مناقشات عقيمة لا نهاية لها حول القرارات، أو مفاوضات السلام التي لا تؤدي إلى أي مكان، بخلاف شراء الوقت للديكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية والحكومات التي تخدم مصالحها الذاتية، وتحقق أجنداتهم السياسية. لقد لعبت ببراعة تمثيلية خادعة لـ"صانع السلام"، بينما في الواقع، عملت على تقوية يد المحتلين والمضطهدين من خلال "صفقات السلام" وإطالة معاناة المظلومين. نرى على سبيل المثال كيف وُضع قرار الأمم المتحدة رقم 242 لشرعنة احتلال يهود لفلسطين. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفسدون ولكن لا يشعرون﴾.
بعد كل هذا، كيف يمكن أن يكون هناك أمل في الأمم المتحدة المخادعة في أنها ستحمي المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم؟ ما الذي تحقق في الواقع من دعوات تدخل الأمم المتحدة لإنهاء حمام الدم والقمع بحق المسلمين في سوريا وفلسطين وميانمار وكشمير وجمهورية أفريقيا الوسطى وتركستان الشرقية وأماكن أخرى؟!! ما الذي تغير على الأرض لأولئك الذين تحملوا مستويات لا يمكن تصورها من الوحشية والقمع؟!! وبالفعل، فإن الاعتماد على هذه الهيئة لحل الاضطهاد والظلم ضد أمتنا يؤدي فقط إلى إطالة اليأس والمعاناة لإخواننا وأخواتنا المسلمين في جميع أنحاء العالم؛ لأنه يصرف الانتباه عن الحل الحقيقي للظلم والإبادة ضد المسلمين وهو إعادة الخلافة على منهاج النبوة درع الأمة الحقيقي وحاميها! قال النبي ﷺ: «َإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير