- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تقدم ثقافة الغرب للمرأة سوى التيه والضياع
لم تعرف المرأة طوال حكم الإسلام ما يعرف اليوم بالمساواة ولم تدخل في نقاشات ولم يخطر ببالها قط أنّ للأمر أهمية حتى تطرحه على نفسها أو في مجتمعها، ولم يكن هذا لما تجهله عن نفسها أو لما هو غائب عن وعيها، ولذلك نطرح هذه الأسئلة:
أولا: ما سبب هذا التداخل بين الماضي والحاضر في حياة المرأة المسلمة؟
ثانيا: هل من ضحالة فكرها أن تغيب عن وعيها سنين طويلة حقيقة كينونتها؟
لقد كانت المرأة في الإسلام تعيش بما جُبلت عليه من فطرة فطرها الله عليها، وهذه سنة من سنن الله أن جعل للناس هذه الفطرة، يقول عز من قائل: ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ﴾ ولم تر قط نقيصة في نفسها بل كانت تعيش وهي تدرك أنها أكرم مخلوق خلقه الله فلم تقلل أو يقلل من دورها في الحياة بل كانت تفتخر بأصلها أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان، فكانت ناجحة في كل ميدان تخوضه وهي معتزة بأنوثتها التي جبلت عليها حتى جاء الغرب الكافر المستعمر بمنظماته النسوية وطعنها في فطرتها.
لقد عملت المنظمات النسوية على خلق اضطرابات ومنازعات حول كينونة المرأة ومن أنها منتقصة ومهضوم حقها لأنها امرأة، وجعل هذا الكافر الحاقد على الإسلام والأسرة المسلمة ميدان الحرب والصراع هو الأسرة لعلمه أن المرأة هي صانعة تلك الأسرة، وهو يُدرك أنّ المرأة المسلمة إن بقيت على طبيعتها فلن يتمكن من تغيير نمط المجتمع الإسلامي فما كان منه إلا أن سعى جاهدا بخبثه ومكره لتغيير هذا النمط الطبيعي الذي جُبلت عليه المرأة، فهو قد فهم جيدا أين تكمن قوة المرأة المسلمة فإن استطاع أن يغير طبيعتها فقد نجح في حربه عليها وفتحت كل الأبواب أمامه في هذه الحرب التي لم تدرك المرأة أنها حرب ضارية عليها وعلى أسرتها ومجتمعها، بل لبّس عليها أنه جاء لإنقاذها من اضطهاد الذكورية وللأسف الشديد نجح في ضياع المرأة المسلمة.
لقد سمم الغرب الكافر الأجواء بأفكاره النسوية حتى تتنفس كل النساء هذه الأفكار بل أصبحت رأيا عاما عند جميع النساء إلا من رحم ربّي، فأصبح ما يُطلق على النسوية الإسلامية مصطلحات خبيثة ظاهرها بريق يلمع وباطنها شقاء وتعاسة؛ فمصطلح النسوية بحد ذاته دعوة للتفرقة بين المرأة وزوجها ووالدها وأخيها رغم أن الله سبحانه يقول في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾. فآدم وحواء في الأصل نفس واحدة فلماذا هذه التفرقة؟
لقد أصبحت المرأة في ضياع وتيه فلم تعد تعي عن واقع حياتها شيئا، ممزقة بين فطرتها وما تحمله من أفكار مسمومة، فهي من جهة تريد أن تكون أماً وتنجب الأبناء، ومن جهة أخرى ترفض تربيتهم وتلقي بهم في دور الحضانة لأنهم يقيدون حريتها! فتخرج للعمل حتى بدون حاجة لكي تحقق ذاتها ولا تكون تحت رعاية زوجها، كما أنها تطالب وبشدة أن يعاملها الرجل على أنها أنثى وهي بعيدة كل البعد عن أنوثتها! نعم، هذا ما فعل العدو الكافر بعقل المرأة التي سلبها الطمأنينة والراحة.
إنّ ما تعيشه المرأة المسلمة اليوم لم يكن من صنيعها بل كان من مكر الغرب بها، فقد قيل لنابليون: أي حُصون الشرق الإسلامي أمنع على فرنسا؟! قال: "الأمهات الصالحات".
لذا كانت معركتهم الأولى إفساد المرأة المسلمة، لذلك يجب عليها أن تعي على ما حيك لها من مؤامرات وترفض أن تعيش بفصل بين فكرها وفطرتها التي فطرها الله عليها وتعلم علم اليقين أنّ معركتها الحقيقية هي معركة وعي لحقيقة وجودها في هذه الدنيا وأن تربط صلتها بمن خلقها حتى تنال رضوان الله وتفوز بالجنة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعاد خشارم